أَيُبكى الشبابُ إذا ما ذَهَبْ؟
سؤالٌ لَعَمْرِي يثيرُ العَجَبْ
ولمّا تولَّى قطارُ الشَّبابِ
توقّدَ بينَ الضُّلوعِ اللَّهَبْ
وليسَ يعودُ قطارُ الشَّبابِ
ولو كان جدرانُ بيتي ذهبْ
وما زالَ قلبي
إذا ما استُجِدَّ
بياضٌ بمفرَقِ رأسي انتحبْ
رسولُ المنايا يقولُ حذارِ
فقدْ كادَ يسكتُ فيكَ الْلَجَبْ
أتُطفأُ نارُ الحشا بالدُّموعِ
بل ِانَّ الوقودَ عليها انسكبْ
وقد كان دلَّا صُدودُ الحبيبِ
فصارَ حلولُ مشيبي السّببْ
وكُلُّ نشيطٍ يُريدُ الحياةَ
سيلقى بُعيدَ النَّشاطِ التَّعَبْ
أيعرفُ قلبي مذاقَ السُّرورِ
أم انَّ الشّقاءَ عليه انكتبْ
وما نحنُ – فاعلمْ – بعينِ النَّصيبِ
وأيدي المقاديرِ إلّا لُعَبْ
سَيَثْنِي قَنَاتَك كَرُّ السنينِ
إلى أن ُيُقوَّسَ منكَ القَتَبْ
وتُسقى بِرغمكَ كاسَ المنونِ
فنحنُ لنارِ الفناءِ الحَطَبْ
فلا تُكْثِر المُشتكا والأنينَ
ولا ألْمَحَنَّكَ تُبدي الغضب
فلا بُدَّ في العيشِ بعضُ العناءِ
وبعضُ الشقاءِ وبعضُ الوَصَبْ
وصرفُ الزمانِ بكُلِّ لسانٍ
لهُ-لو وَعَيْتَ-بليغُ الخُطَبْ
أَرى الأتقياءَ بأعلى مكانٍ
بقدرِ المساعي تكونُ الرُّتَبْ
بِبَذْلِ الجُهودِ وطُهْرِ القُلوبِ
وليس بقدرِ الغنى والحَسَبْ
نَصَحتُكَ فالزمْ طريقَ الإلهِ
ورتِّلْ كتاباً شَريفَ النَّسَبْ
كلامَ الإلهِ العظيمِ الجليلِ
مُلينَ الحديدِ ومُحيي الخَشَبْ
على خيرِ قلبٍ همى وحيهُ
وذاك مُحمَّدٌ المُنْتَخَبْ
نبيٌّ يداوي فؤادَ الحزينِ
ويروي الظَّماءَ ويُفني السَّغَبْ
يُنيرُ ظلامَ العمى وَجْهُهُ
ويُحيي القلوبَ ويؤتي الطَلَبْ
إذا ما أُقَبِّلُ ما بينَ عينيهِ
ذاكَ مُرادي وذاكَ الأربْ
تسيلُ دُموعي إذا ما ذَكَرْتُ
النبيَّ العظيمَ مُزيلَ النُّوَبْ
ومَن قال يوما بأن النجاةَ
بغير ِسبيلِ النبيِّ كَذَبْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق