الأحد، 17 مارس 2013

وطني






حبيبتي وطني أشتاقُ يا وطني
بين الضلوعِ وبينَ العينِ والجَفَنِ
تَرَكْتُها مُرْغَماً والوجدُ يعصفُ بي
كأنَّني ميِّتٌ أُدرجتُ في كفني
 غضَّ الشبابِ وكنتُ من شبيبتها
بروحِ مصرَ التي تبقى على الزمنِ
شربتُ كاسَ الفراقِ المرِّ مترعةً
تعاورتني أعاصيرٌ من المحنِ
أما الشبابُ فقد ولَّت نضارَتُه
وحلَّ شيبٌ وركضُ العُمْرِ غَضَّنني
أينَ زمانٌ مضى كنا نُضاحِكُهُ
يسخو لنا بالسرورِ غيرَ ذي مَنَنِ
ألقى الزمانُ بنا في غمرِ غربتنا
نشقى بوحدتِنا والفِكْرِ والشَّجَنِ
أمّا الأصاحبُ صرفُ الدَّهرِ بعثرهم
تاهوا بدوَّامةِ الأقطارِ والمُدُنِ
أمّا الحبائبُ غابو عن نواظِرِنَا
فليسَ يرمُقُنا إلا ذوو ضَغَنِ
في لُجَّةِ الموتِ والأخطارِ رِحلَتُنا
والموجُ يقذفُ من همٍّ إلى حَزَنِ
إلى متى أنا في أحبالِ داهيةٍ
الموتُ أغلبه حيناً ويغلبني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق