الجمعة، 12 أبريل 2013

تفكَّر


الموتُ آتٍ والنُّفُوسُ عوارِي
وأنتَ على هذا الحُطامِ تُباري!!
تَفَكَّرْ قليلاً في الحياةِ وغدرِها
وَبِتْ بدموعٍ في الخدودِ جَوَاري
فقد يُنْقَذُ العُمرُ المُضاعُ بِفِكْرَةٍ
وَيُجْلي ظَلامَ الليلِ فَجْرُ نهارِ
وقد تلدُ الطُّوفانَ أرحامُ مُزْنَةٍ
وَ يُضري أُوارَ النَّارِ قَدْحُ شرارِ
ألا ليتَ شِعْري ما أَكونُ بُعَيْدَمَا
تَحلَّلَ جِسمي واستدقَّ غُباري
فاسهرْ فإنَّ النَّومَ موتٌ مُعَجَّلٌ
و إن كانَ محتوماً فنومَ غِرارِ
أبيني وبينَ الحادثاتِ عداوةٌ
بِغيرِ جِناياتٍ تُريدُ تَباري
ولا بُدَّ لي من كأسِ موتٍ أذوقُها
فيختِمُ حُلوَ العيشِ طَعْمُ مَرارِ
شَهِدْتُ بأنَّ العيشَ حُلوٌ عذابُهُ
وإن كانَ ربُّ العَيشِ قابِضَ نارِ
عَجِبتُ من الإنسانِ كيفَ وصولهُ
وقدْ كانَ يمشي في فُكوكِ ضواري
لَقدْ كنتُ طفلاً يَرْتجي يومَ كُبرِهِ
فليتَ لهذي النَّفسِ جَهْلَ صِغَارِ
أرى المرءَ مأسوراً بطَبعٍ وجِبْلَةٍ
فَسيِّرْ أُموراً في الحياةِ ودارِ
على أنَّ قولَ الحقِّ فرضٌ وواجِبٌ
وإن كانَ قولُ الحقِّ جَرْفَ دَمَارِ
وكلُّ بني الإنسانِ للنّقصِ حاملٌ
وخيرُ الورى من قامَ بعدَ عِثَارِ
وكلُّ بني الدُّنيا مُبادٌ وهالكٌ
ولاقٍ بُعيدَ العزِّ ذُلَّ بوارِ
ومُضمِرةٌ كفُّ الفَناءِ وجودَه
وخافٍ خفاءَ السِّرِّ بعدَ جِهَارِ
أرى وجْهَ ربي لاحَ في كُلِّ ظاهرٍ
كما لاحَ في الظَّلْماءِ نورُ مَنارِ
إلى حُسْنِ هذا النُّورِ وجَّهْتُ قِبلَتِي
بعيني سنا دُرٍّ ولَمْعُ نُضَارِ
رأيتُ جميعَ الخلقِ حولَ بهائهِ
تطوفُ فتسليماً أخَذْتُ مَداري
فصارتْ مُنى قلبي جُسُومَ حَقيقةٍ
ومن بعدِ أسفارٍ وجدتُّ دِياري
وناجٍ بفضلِ اللَّهِ تابِعُ أحمدٍ
ومُتَّرِكٌ آثارَهُ لِخَسَارِ
رأيتُ كِتابَ اللَّهِ نوراً ورحمةً
ويدمَغُ من قد شُيْطِنوا بِجِمارِ
يُعلِّي صُروحَ الحقِّ بعدَ خرابها
ويُفني صروحَ الإفكِ بعدَ عمارِ
فمن بَحرِ أحكامٍ بغيرِ دُوارِ
إلى خمرِ أحبابٍ بِغيرِ خُمارِ
ففي بحره الزَّخَّارِ ألقيتُ مركَبي
ومن خمرِهِ الأحلى ملأتُ جِرارِي
وما زالَ رغم النَّهلِ تعلو مِياهُهُ
وتُثْريه أغيامُ السنا بِقِطارِ
تأمَّلْ شُموسَ الحقِّ وامخُرْ عُبابَهُ
ولا تحملنَّ السِّفرَ حملَ حِمارِ
وأُقْسِمُ لا تُحيا القلوبُ بِغيرِهِ
                                                                   وتُنبِتُ أرواحٌ شهيَّ ثِمارِ
                                                                فرتِّلْ دّراريهِ تفُزْ بِفرادِسٍ
                                                               وتعرفْ نعيمَ السَّبْحِ بعدَ إسارِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق