الجمعة، 1 نوفمبر 2013

أمي



  "حملته أمه وهناً على وهن وفصالهُ في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير"

أتذكر بدايتك؟ كيف جئت الى الدنيا؟ ما أول غرفة سكنت فيها؟ ما سريرك وما وسائدك؟

إنه رحم أمك ! هو أول غرفة سكنت بها وتوسدت مستريحاً يأتيك الغذاء من الحبل السري من دم أمك فيبني جسدك خلية خلية حتى اكتملت إنسانا ونزلت من هذه الغرفة المريحة إلى هذا العالم الصاخب المتعب حيث الكبد والشقاء

وعندما نزلت باكياً تصرخ حملك ذراعان حنونان وضمّاك إلى صدرٍ رحيم و ألقماك ثديأ يرضعك بغذاء كامل يبنيك ويقويك ويشد أزرك هو لبن أمك

وعندما أردت أن تنطق كانت أمك هي معلمتك ولقنتك أول كلمات و أول عبارات فهت بها

وأمسكت يديك لتعينك لتخطو أولى خطواتك

وعندما كنت تمرض كانت لا تنام قلقاً عليك ترعاك تعطيك الدواء وتسهر لعافيتك وصحتك

وكان مكافأتها أن تراك مبتسماً فرحاً سعيداً

كم من الأماني ناجت أمك بها خالقها من أجلك وقلبها يدعو ويؤمن

تمنت أن تراك إنساناً كبيراً ناضجاً ناجحاً سعيداً موفقاً في حياته!

تمنت ألا يصيبك أي مكروه طوال حياتك!

ومن أجل قلبها الطاهر وحبها المخلص أنجاك الله من غمرات السوء و أنياب الشر

وما زالت وسوف تزال تحنو عليك طول حياتك

فما حقها وهذا فضلها؟!

جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله

" من أحق الناس بحسن صحابتي؟"

قال الرسول الكريم " أمك"  ..." ثم أمك ثم أمك ثم أبيك"



تخيل لو تخلت الأمهات عن أمومتها و ألقت بأبنائها للضياع والمجهول؟

أي مصيبة تحيق بالعالم لو حدث هذا؟!

إن الأمومة أحد أركان الحياة و أعمدتها وبدونها يندك صرح الحياة ويصبح كثيباً مهيلا



ما أجملك يا وجه الأم! يرتسم في ابتسامتك الحب والحنان والعطف والعطاء والخير والأمل .

لقد رأيتُ في وجهك يا أمي كل الأدلة على وجود الله سبحانه وتعالى

فهل قلبك العظيم صدفة؟

هل أمومتك خبطةٌ عشواء من خبطات الطبيعة العمياء؟

كلّا. بل الأعمى هو من يرى وجهك ولا يرى وجه الله يتلألأ فيه كما تتلألأ الشمس في المرآة الصافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق