ثورة مصر الخالدة

وما تنسى عيوني يوم قامت
جموع الشعب ترتقب المحالا
فكان النصر من أقدارِ ربِّي
وحقق ما ظنناه خيالا
فيا فخر الشعوب تعيش حراً
لتضرب في جسارتك المثالا
فثورات الشعوب بهن نقصٌ
و أما هذه... بلغت كمالا
بهول تخشع الأرواح منه
يكاد لبأسه يمحو الجبالا
مشى الأطفال في وجه المنايا
وقد سبقوا نساءك والرجالا
وإن نهاية الباغي قريب
إذا موج الفساد طمى وصالا
فآذان الورى رهفت سماعا
وأعيان الورى سهرت سؤالا
أليست مصر منذ القدْم كانت
يشعشع وجهها أبدا جمالا؟
و إن أنسى فلا أنسى ليوثا
شربن لحبها موتاً زلالا
تآخوا في مودتها جميعا
وما ذكروا صليبا أو هلالا
الا يا حاسدي مصري هلمّوا
ألا يا مبغضاً وطني تعالى
فإن عرينة الأبطال ملأى
ولم تسلُ المعارك والنزالا
فإن سالمتنا نجزيك ودّا
وإن حاربتنا تردى قتالا 
ألا لا يطمعنَّ الغرُّ جهلا
ألا لا يحسبنّ النيل آلا
سقاني في مرابعها فراتا
وهبت لأجله دمي المسالا
ويوم وقفت سارقنا ذليلا
ودمع القلب ينهمل انهمالا
كفى غيا فقد أبلاك داء
وسيف العدل قد يهب ابتلالا
وقال أموت فوق ثراك أمي
فقلت اندم ولم تحرم نوالا
فتاب عن المظالم والمعاصي
وقضّى الليل لله ابتهالا
فلم يك ما حباك الله طلاّ
ولكن كان ذا غيثا توالى
وجهّالٌ تنادوا بل فشلتم
تركنا في قلوبهم اشتعالا
سفائننا لشمس المجد تمضي
مظفرة وإن رميت نبالا
ولو زحفت جموع الليل يوما
لحجب النور ما أخفت ذبالا