الأربعاء، 2 أبريل 2014

الهدهد والنملة

فسر أغلب المسلمين قصة حوار النبي سليمان عليه السلام مع الهدهد والنملة بأنه كان يعلم لغات الطير والحيوانات والحشرات وما الى ذلك وقال بعضهم بل الهدهد والنملة المذكوران في القرآن إنما هم بشر يحملون أسماء هذا الطائر وهذه الحشرة
والآية في كلتا الحالتين رمزية وجميلة
فهي إشارة ولو بالتورية وظاهر اللفظ إلى عمق المخلوقات وإدهاشها
فلابد أن للمخلوقات لغة وأبجدية تتفاهم بها وتنظم حياتها
وظاهر الآيات يحرك الذهن إلى هذه المعاني 
ويوحي الى الذهن برسائل معينة مؤداها عمق الحياة والأحياء ودهشة عوالمها 
وهذه هي الحقيقة
ربما كان الهدهد إنساناً والنملة امرأة أو أميرة حقيقيين
ولكن ورود الآيات على هذا النسق مقصود أيضاً ليحرك ذهن الإنسان الذي هو في الحقيقة ملك الكائنات وكلها مسخرة له لأنه خليفة الله
فكيف يجدر بالخليفة أن يتأمل صنع خالقه ومستخلفه وأن يشكر نعمته!
على هذا النحو سليمان هو الإنسان الملك
وجنوده هي حواسه ومواهبه وقدراته
والنمل هو ما سخر له من الكائنات
وكيف ينبغي على الملك الذي فهم رسالة الكائنات وعلم أنها مسخرة له أن يفرح ويتبسم ويستشعر النعمة ويصونها بالشكر
وأن ينتوي العمل الصالح وحسن الخلافة
أما الهدهد ففيه إشارة إلى أن بعض الكائنات وإن كانت مسخرة للإنسان فهي أعلى منه موهبة في نواحي خاصة
وأن مواهبها هذه تصب في خدمته في النهاية
فإحاطة الهدهد وعلمه قد خدما غرض سليمان في النهاية
وعين الصقر أقوى من عين الإنسان 
لكن هذه العين الحادة والجناح المحلق والانقضاض المتقن الجميل كل هذا يرسل الى قلب الانسان رسالة ومعنى
وينتزع من فؤاده تسبيحة رغما عنه
كل هذا في صالح الانسان وكذلك الحال في جميع الكائنات
والقرآن حافل بالأسرار وسوف تستجد لهذه الآيات معان كثيرة صحيحة في مقبل الأيام

عيسى ومريم عليهما السلام

حملت السيدة العذراء مريم بعيسى دون أن يمسها بشر
والحقيقة أن ميلاد الأنثى لذكر من بويضة غير ملقحة هو أمر حادث في الطبيعة
فملكة النمل مثلاً تحتفظ بالحيوانات المنوية للذكر داخلها وتتحكم في نوعية نسلها كالتالي
إذا أرادت أن تنجب شغالة أو ملكة تلقح بويضتها من الحيوانات المنوية 
أما إذا أرادت مولوداً ذكرا فماذا تفعل؟!
تضع بيضتها دون تلقيح فتكون ذكراً
أي أن كل ذكور النمل هي نتاج بويضاتها الغير ملقحة!
فلم العجب من أن ينشأ ذكر بشري من بويضة أمه الغير ملقحة!
هذا ممكن وقد حدث 
وفي تراث البشر حكايات عن ميلاد ذكر من عذراء
وليس فقط قصة بن مريم عليهما السلام