الجمعة، 1 نوفمبر 2013

إليك يا عيد

القلب همّه عوَّد العينِ تسهيد
غير العنا في دنيتك ما تلاقي
ذكرك يباعدني عن الهم يا عيد
للمخلصين الودّ طال اشتياقي
لا زلت تذكر يالوفيِّ الأناشيد
ذكرٍ يِخَزِّي كلِّ أهلِ النِّفاقِ
مهما بعدنا نلتقي بالمواعيد
لقا الجديب المزن بعد الفراق
 






إلى الله





لماذا نعيش؟ لماذا جئنا إلى هذه الدنيا؟

جبت البلاد واحترت بين السبل ... يا رب... لماذا أنا هنا؟ لماذا  العذاب و الآلام؟ ما  الموت؟ 

جاء الجواب

" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"

 خلقنا له

لخالقنا العظيم

خلقنا لنعرفه ومن عرفَ عبدَ بكل حب

كل شيء نراه في هذه الحياه له معنى وهدف ... كل الأشياء تقودنا إلى الله ... الألم يزيدنا حكمة فنقترب من الحكيم... الآلام تقودنا إليه  نقرع بابه ... نجأر نستغيث ... الجمال يقودنا إليه ... كل الطرق تؤدي إليه

تفتح الزهرة     ... بسمة الوليد  ... زقزقة العصفور ... كل شيء يشير إليه ... لا إله إلا هو

هو منبع الخير كله ولولاه لزالت السموات والأرض وتلاشى كل شيء في ظلمة العدم

" إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده"

مصيرنا هو الرجوع إلى هذا الخالق العظيم حيث لا حيث وعند لا عند    

عند غيب الغيب والكمال المطلق  في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر!

" يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه"

لسنا وحدنا  هو معنا في كل خطوة

" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوسُ به نفسه ونحنُ أقربُ إليه من حبل الوريد"



" يعلمُ خائنة الأعينِ وما تُخفي الصدور"

"لا إله إلا هو إليه المصير"

لا مفر منه إلا إليه

" وأينما تولوا فثمَّ وجه الله"

فلماذا تجزع وتقلق أيها الإنسان؟ لماذا أنت كريشةٍ في مهبّ الرياح وكقشةٍ في ثورة الأمواج؟

أتجزع وربك الرحمن الرحيم الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء؟

أتقلق ولك ربٌ رحيمٌ ما خلقك إلا ليرحمك ويعطيك من بركاته العظيمة؟

ما أجهلك أيها الإنسان! وما أضلك!

أتلقي الوالدة ولدها في النار ...؟    هيهات!

فما بالك بنبع الرحمات وخالق الرحمة وباعث الحب في قلب كل رحيم محب؟

ما بالك بربك نور السموات والأرض الذي لولاه ابتلع الوجودَ شبحُ العدم؟

اذكر ربك ...  نعم, فبذكره تطمئن القلوب , وبذكره تعذب الحياةُ وتحلو







إنَّ جُموعَ الخَلْقِ في تِرْحَــــــــــــــــــالْ

إلى الإله الأكْملِ المتعــــــــــــــــالْ

لا مُنْتَهى لِرِحْلَةٍ نَحْوَهُ

نَعْرُجُ فِي مُرْتَقَيَاتِ الكَمَــــــــــــــــالْ

فيالَهُ من سَفَرٍ مُعْجِبٍ

أَعجبَ من تصوُّراتِ الخَيَـــــــــــــالْ

فيا مُسافِراً ولم يدْرِ أنَّ

حبْسَهُ عنِ الرَّحيلِ مُحَــــــالْ

 تَزَوَّدِ التُقَى فإنَّ المَدَى

لا ينتهي والفوزُ بالأعمـــــــــالْ

ولا قُنوطَ من رحيمٍ وَلَوْ

كانت خطاياك الحصى والجبالْ

وابكِ شباباً قد تولّى سُدَىً

وغُربةً تُشيِّبُ الأطفالْ

وراحلاً في دارِ غدرٍ لهُ

من الردى ضواربٌ ونبالْ



وَتَـرْكَكَ الأَحِبَّةَ البُعْدُهُمْ

بَلِيَّةٌ تُقـــــــــــَرِّبُ الآجَـــــــــــــــــــــــــالْ

أفنيتُ عُمري في الهمومِ فهلْ

لفرحةِ القلبِ الحزينِ مَجــَـــالْ؟

أُنْظُرْ أَخِي فِي كُلِّ شيءٍ تَرَى

بدائعاً من دقَّةٍ وجمــــالْ

أصابعاً نحوَ السماءِ تُشِيرُ

شاعراتٍ هيبةً وجلالْ



مسبِّحاتٍ بِمحامِدِ ربٍّ

مُدْهِشِ الصَّنعةِ والأعمالْ

فسَلِّمِ النفسَ إلى ربِّها

وانجُ من الحيرةِ والبَلْبَالْ

واقرأ كتاباً وحيهُ للتقى

داعٍ وكالماءِ العَذُوبِ زُلالْ

أُنزل نورُهُ على خيرِ قَلْبٍ

كانَ للرُّسْلِ الكرامِ مِثَالْ



واصْبِرْ فإنَّ الْصبَر حلوُ الجَنى

كأنَّ أمرارَ الدُّنا أعسال

   نعم سلِّم النفس إلى ربها أيها الإنسان الحائر وانجُ من حيرتك وبلبالك

فربك سيأخذ بيدك إلى بر الأمان    لا خوف من شيء ما دام الرب العادل الرحيم موجودا تذكر دائماً أنك تبتغي هذا الوجه الكريم ... وجه الله .. سبحانه وتعالى

أمي



  "حملته أمه وهناً على وهن وفصالهُ في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير"

أتذكر بدايتك؟ كيف جئت الى الدنيا؟ ما أول غرفة سكنت فيها؟ ما سريرك وما وسائدك؟

إنه رحم أمك ! هو أول غرفة سكنت بها وتوسدت مستريحاً يأتيك الغذاء من الحبل السري من دم أمك فيبني جسدك خلية خلية حتى اكتملت إنسانا ونزلت من هذه الغرفة المريحة إلى هذا العالم الصاخب المتعب حيث الكبد والشقاء

وعندما نزلت باكياً تصرخ حملك ذراعان حنونان وضمّاك إلى صدرٍ رحيم و ألقماك ثديأ يرضعك بغذاء كامل يبنيك ويقويك ويشد أزرك هو لبن أمك

وعندما أردت أن تنطق كانت أمك هي معلمتك ولقنتك أول كلمات و أول عبارات فهت بها

وأمسكت يديك لتعينك لتخطو أولى خطواتك

وعندما كنت تمرض كانت لا تنام قلقاً عليك ترعاك تعطيك الدواء وتسهر لعافيتك وصحتك

وكان مكافأتها أن تراك مبتسماً فرحاً سعيداً

كم من الأماني ناجت أمك بها خالقها من أجلك وقلبها يدعو ويؤمن

تمنت أن تراك إنساناً كبيراً ناضجاً ناجحاً سعيداً موفقاً في حياته!

تمنت ألا يصيبك أي مكروه طوال حياتك!

ومن أجل قلبها الطاهر وحبها المخلص أنجاك الله من غمرات السوء و أنياب الشر

وما زالت وسوف تزال تحنو عليك طول حياتك

فما حقها وهذا فضلها؟!

جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله

" من أحق الناس بحسن صحابتي؟"

قال الرسول الكريم " أمك"  ..." ثم أمك ثم أمك ثم أبيك"



تخيل لو تخلت الأمهات عن أمومتها و ألقت بأبنائها للضياع والمجهول؟

أي مصيبة تحيق بالعالم لو حدث هذا؟!

إن الأمومة أحد أركان الحياة و أعمدتها وبدونها يندك صرح الحياة ويصبح كثيباً مهيلا



ما أجملك يا وجه الأم! يرتسم في ابتسامتك الحب والحنان والعطف والعطاء والخير والأمل .

لقد رأيتُ في وجهك يا أمي كل الأدلة على وجود الله سبحانه وتعالى

فهل قلبك العظيم صدفة؟

هل أمومتك خبطةٌ عشواء من خبطات الطبيعة العمياء؟

كلّا. بل الأعمى هو من يرى وجهك ولا يرى وجه الله يتلألأ فيه كما تتلألأ الشمس في المرآة الصافية.