روعة الصباح

من حسنِ وجهِك يا صباحُ أُكَبِّرُ

فيضانُ نورِك للنفوسِ مُطَهِّرُ

فيروزُ جوك تحته بيضُ الغيومِ

رقيقةٌ شفافةٌ وتؤثِّرُ

الأُفْقُ من ذَهَبِ الضِّياءِ مُوَرَّدٌ

وأشعة الياقوت عيني تغمرُ

هذي الطيورُ تيقظت بعد الكرى

هبَّت تلقِّطُ رزقَها وتُزَرْزِرُ
لا عذر للإنسان يسبحُ في الضيا
ويضلُّ فكرٌ في الظلامِ ويعثُرُ

تباعدنا

تباعدنا وما كنا نشاءُ 
  

    وليت لنا الزمانَ كما نشاءُ

بكيتُ بدمع عيني ما شفاني 

   فنابت لي عن الدمع الدماءُ

أيحسبني نسيت الودَّ خلي 

     كأن القلب ليس له وفاءُ

ومن نال المودة من جميل

      سيذكره وإن طال الجفاءُ

إذا غابت عيونك غرَّبتني 

     وذقت الموت ليس له دواءُ

عيونك في دجى الأيام بدري 
  

    لها بدر السموات الفداءُ

سنابل شعرك البني فرحي 

      إذا أرسلتها فر العناءُ

جداول ثغرك الورديِ ملأى 

   إذا بسمت لهم ضج الظِّماءُ

في البعد

طَمْئِنْ فؤادَك يا حبيبُ فإنني

مهما يطولُ البُعدُ فيك مُتيَّمُ

ما كان بُعدُك -قد عَلِمْتَ- مشيئتي

لكنها الأيامُ حيناً تظلمُ

لا تعجبنَّ من احمرارِ رسائلي

فمدادُ أحرفها دموعي والدمُ

قد ذقتُ طعمَ الموتِ عندَ فراقِكم

والبعثُ حينَ يذوقُ ريقَتَك الفمُ

حتامَ ما بيني وبينك فرقةٌ

ومعاولُ الأيامِ فينا تهدمُ

الشيبُ قد غلبَ السوادَ بِخَتْلِه

وأرى المنية في السماءِ تُحوِّمُ

ولئن أضعتُ سنين عمري والهوى

من أجل أوهامٍ فإني مجرمُ