بحيرة حزن

بحيرةُ حزنٍ أسودٍ بفؤادي

وقطرُ نجيعٍ أحمرٍ بمدادي
لقد نلتُ من نفسي مرادكَ مبغضي
وما نالَ منّي مثلَ ذلكَ عادي
أرى أنهراً من ماءِ نورٍ ترقرقت
لريٍّ ولكنَّ القلوبَ صوادي

الحبيب

مالي حبيبٌ يا حبيبُ سواكا

كلُّ القلوبِ مدارها كفّاكا
وما سباني في الشخوصِ عيونها
ولا حنانُ قلوبها لولاكا
بدوتَ لي خلف المناظرِ كلِّها
خلف المحاسنِ والجمالِ سناكا
في رقصةِ العصفورِ راح مغردا
يزهو بريشٍ لوّنته يداكا
في كلِّ ذراتِ الوجودِ بدوتَ لي
بعيونِ قلبي يا جميلُ أراكا

الشمس

سحابٌ على زرقةِ الصَّحوِ طافِ

وضربٌ على معزف الريحِ خافِ
لماذا خفيتِ أيا شمسُ عنّا؟
تعالي رويداً فممّ تخافي؟
تعالي لقلبي فقد طالَ ليلي
وثوبُ الظّلامِ بروحيَ ضافِ
تعالي فمذ قد سقيتُ نواكِ
هلكتُ هلكتُ بسمٍّ زعافِ

السماء 2

زوارقٌ بيضاءُ في زرقةٍ

تمضي وتسري خلفها عيناي
أستنبئُ الألوانَ عن سرِّها
سرٍّ ترومُ مقالهُ شفتاي
عن ريشةٍ فنانةٍ ضربها
ضربُ الأناملِ في ثقوبِ الناي
عن نكهةٍ للمزنِ في طعمها
نَفَسُ الأحبَّةِ في كئوسِ الشاي
عن دمعةٍ للمزنِ رقراقةٍ
سالت لترثي نضرتي وصباي
سأتركُ الدنيا على حبها
ملاقياً و إن كرهتُ رداي
وجه السحابة أبيضٌ ضاحكٌ
كأنه يحكي جميل مناي
من نسج سحبك يا سماء الضيا
قلبي ومنه لُحمتي وسداي
أنا للسماءِ وسحبها عاشقٌ
وبنورها يبقى شبابُ رجاي

السماء 1

إلى أقصى المدى تمضي

عيوني في فضا الصحوِ
بساطٌ أزرقٌ حلوٌ
يسافرُ لونه نحوي
مضت أغيامه البيضا
ءُ في بحر المدى تسري
يدُ الفنانِ ترسمُ في
غيومٍ أم رُقا السِّحرِ

سامحت الزمان

أنا لا أريدُ من الزمان قصاصا

سامحته وما وجدتُ مناصا
فراشةٌ أنا في خيوطِ عناكبٍ
زادت وثاقاً إذ تريدُ خلاصا
أتبدِّلُ الدنيا أصيلَ طباعها
فتريدَ بعد خيانةٍ إخلاصا
أسفاً على قلبي الحزين فإنني
أوردتهُ بحر الهموم فغاصا
سنطرحُ العيشَ الحبيبَ بثقلهِ
رغماً وإن كنّا عليهِ حِراصا
نرقى كفاحاً في الحياةِ لنلتقي
سهماً مصيباً للردى قنّاصا
ببساطةٍ تــُمحى سطورُ حياتنا
كأنّ هذا العيشَ كان رصاصا

من رحم الليل

من رَحِم الليلِ سأولدُ حتــــــــــــــ

ماً وكما يضيءُ بدرٌ أضيءْ
من عتمةِ الماضي ومن بؤسهِ
يولدُ يومٌ طاهرٌ وبريءْ