الوحدة

ليس من صاحبَ الإلهَ وحيدا
كنْ غنيَّاً عن الأُناسِ بعيدا
رغبو النفعَ منك ذلَّاً فلمَّا
قد غَنَواعَنْكَ صعَّروا لكَ جِيدا
شغلت قلبكَ الهمومُ فدعها
كن صبوراً على الحياةِ جليدا 
إن رمت قلبَكَ الخطوبُ سهاماً
فادَّرعْ باليقينِ درعاً حديدا
من ينيرُ القرآنُ داجيَ أيا
مِ سنيهِ لكم يعيشُ سعيدا
إنَّهُ وحيٌ ليسَ تفنى على الأيْ
يامِ أَذْخَارُهُ ويسخو جديدا
فاغتنم فرصةَ الحياةِ وروِّي
نفسكَ العطشى فالفناءُ أُريدا
 

آهٍ من الأيام

داءٌ من الدنيا فهل يشفي الأطبَّهْ؟
آهٍ من الأيامِ باعدت الأحبةْ
لم أتَّخذ لي موطناً إلا نأت بي عنه غربهْ
أرى المنية غصًّةً وكذا دروبُ العيشِ صعبةْ
وليس يُسعدُ ميِّتاً أنَّ السحابَ سقينَ تربهْ
وكيف يُبصرُ تائهٌ في ظلمة الأيامِ دربهْ
وكيفَ تهدأُ نفسُ من جُندُ الهمومِ يَنُشْنَ قلبَهْ
لوجاء َ دهريَ تائباً عن جرمه لغفرتُ ذنبه

ما الحبُّ؟

ما الحبُّ ما شكلهُ ؟
لم أدرِ إلا اسمهُ
ولا لقيتُ بدربي
من فضَّ أختامَ قلبي
ألا ألاقي جميلا
يشفي بصدري غليلا؟
يجعلُ صحراءَ قلبي
عين الهوى والحبِّ

مستفعلن فعلن فعلاتن

ما ذاق قلبيَ طعم الحبِّ
ولا عرفتُ ضرام القلبِ
ولا فُتنتُ بطلعةِ وجهٍ
ولا ذَرعتُ هياما دربي

مذبحة الحولة

قيلت عقيب المذبحة التي ارتكبت ضد أطفال الحولة ليسحق بها النظام السوري روح المقاومة و كبرياء التحرر في قلوب الثائرين
غمسوا أَكُفَّهمُ بنهرٍ من دمي
كيما يموتُ هتافُ روحي في فمي
إنا بنو الأحرار لا نخشى الردى
ولا يضعضعنا اغتيالك فاعلمِ
أطفالنا الشهداءُ صارو للعلى
ولروحك الحيرى زفيرُ جهنَّمِ
مدَّ الإلهُ إليكَ حبلَ غوايةٍ
حتَّى انحدرتَ إلى  حضيضِ المأثمِ
أما خشيتَ الله يا حزب الأذى
سيفلُّ سيفُ الله رأسَ المجرمِ

باب الرحمة مفتوح إلى الأبد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ‘ياك نعبد وإياك نستعين
إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم
من هم ألئك الذين أنعم الله عليهم والذين نسأل الله في صلواتنا أن يجعلنا منهم و أن يهدينا صراطهم المستقيم؟
الجواب يأتي من القرآن نفسه
( ومن يطع الله والرسول فألئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيّين و الصديقين والشهداء والصالحين وحسن ألئك رفيقا)
النبيون والصديقون والشهداء والصالحون
هذه الدرجات الأربعة هي درجات النعمة الإلهية التي أنعمها الله على الأنسان
والأمم السالفة
والتي نسأل الله الهداية لبلوغها
والتي لن يحرمها أمة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم اتي هي خير الأمم
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم
" علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل"
وليس كل من هب ودب عالما 
و إنما هم العلماء الربانيون الأتقياء الذين يعلمهم الله فيقذف النور في صدورهم
أولئك هم المطهرون الذين ينفذون إلى جواهر القرآن
"لا يمسّه إلا المطهرون"
ولن تغلق أبواب أفضال الله إلى الأبد
فابحثو أيها الناس عن هؤلاء العلماء الربانيين
الذين هم مصابيح الدنيا 
ولا تقنطو من رحمة الله يا خير أمة
قد يكون ظهرت شموسهم و أنتم غافلون
قد تكون الجنة أقرب لكم من شراك النعل ولكن لا تعلمون
-------------------------------------------------------------------
من أطاع الله والمرسلا
لحق الصفوة والكمّلا
أنبياءٌ شهداءٌ و صالحُ أقوامٍ بلغن العلا
وينالُ الصدِّيقيةَ البعضُ منّا من سعى حصَّلا
طرق الفضلِ نساها الورى
وكأن البابَ قد أُقفلا
عجبَ الناسُ وما صدّقوا
خبر المصحفِ لمَّا انجلى

الإبداع

أرأيتم كيف تتحول الخلية الى كائن حي؟
كيف تتحول البويضة الملقحة بالحيوان المنوي  الى كبد وقلب ومخ وعظام وشعر وجلد وعيون وآذان؟
كيف يتحول الغذاء المهضوم الى شعر وأظافر وأنسجة حية
هكذا تحول النفس المبدعة العالم من حولها الى اشياء اخرى مدهشة بأن تضع بصمتها عليها
الحادث العابر يتحول الى قصيدة
والفكرة الى مسرحية
والنغمة الى سيمفونية
والورقة والألوان الى لوحة الموناليزا
والفرد الواحد الى امة
والنقطة الى سيل
وصاروخ الورق الى صاروخ فضائي
والبذرة الى دوحة عظيمة
الحياة هي روح الإبداع

شر البلية ما يضحك

ممثل شاب وابن ممثل شهير
في الصباح الباكر انطلق بسيارته بسرعة جنونية ليصدم رجلا مسنا مسكينا اثناء مروره بالطريق
حاولت كتم ضحكة
ما الذي يدعو الممثل الى السرعة الجنونية الا حياته الفارغة الهازلة التي يحاول ان يملاها 
والرجل الجاد المثابر يبكر ليبحث عن لقمة عيشه
وفجأة تحول الهزل الى جد والجد الى هزل في ذات اللحظة
الهازل اصبح قاتلا ومطلوبا للنيابة والتحقيق 
والجاد المثابر تحول الى جثة هامدة كأن حياته عبث وهباء
أليس مضحكاً أن يتحول الهزل الى جد والجد الى هزل في لحظة؟

رسالة الى الأصدقاء

بسم الله الرحمن الرحيم

هكذا جمعتنا الحياة ثم فرقتنا أيها الأصدقاء

كنا خفافا قليلي الأعباء فارغي الأوقات فاجتمعنا حتى أثقلتنا الحياةُ بأعبائها وملأت أوقاتنا بهمومها فافترقنا كلٌ الي سبيله

فلا تلوموني ولا ألومكم

ولا تلوموا الحياة إن جرت على سنتها وعادتها

كفاني أنكم تحملوني ذكرى في مخيلتكم تبتسمون لها أو تضحكون وتعبسون وتغضبون وتلومون وتغفرون أو لا تغفرون

وكفاكم أني أحملكم معي أنى ذهبت و أذكركم كأنكم قطعة مني

الآن إن قابلتكم صدفة في طريق يكر الزمن الى الوراء كأني ما زلت ذلك المراهق الشاب وتطرح نفسي أعباءها

أعاننا الله على تلك الحياة الصعبة و مسئولياتها الكبيرة ففي رقابنا أطواق عديدة من زوجة و أولاد و أعمال و أجمل شيء اننا سعداء بهذه القيود التي لبسناها بارادتنا كما تحبس دودة القز نفسها في الشرنقة لتخلق خلقا آخر

كما جمعتنا الأقدار على رغمنا وعادت وفرقتنا على رغمنا

سأترك لها أمرنا تعقده وتحله كما تشاء بلا وجل

لقد عرفت اخيرا ان الخير كل الخير في ان اسلم للقدرِ

لأجل حبيبي

لأجلِ حبيبي عشقتُ الرَّبابا
وصيَّرتُ جفني لقلبي سحابا
فلا أبذلُ الودَّ إلَّا لخِلٍّ
إذا رام قلبي بسهمٍ أصابا
فلِمْ يا حبيبي تطيلُ التجافي
وتحرمُ قلبي الظميءَ الشَّرابا

النهوض

إلى متى ظلامُ روحي؟
على الذُّرى أم السُّفوحِ؟
قرِّرْ فسوف َ يجيءُ يومٌ
يجزُّ ناصيةَ الطُّموحِ
إمَّا تعيشُ بقعرِ بئرٍ
أو طِرْ معَ النسرِ السَّبوحِ
ليس العلاءُ يجيءُ عفواً
وإنما هو للَّحوحِ
كتبتها بسوادِ عيني
ومزجتهُ بدمِ الجروحِ

سراب

أنَّ السعادةَ في الحياةِ سرابُ
الموتُ عذبٌ والحياةُ عذابُ
ماذا حملتُ سوى الشقاء برحلتي
عبثاً يعَضُّ على الحياةِ النابُ
أينَ الطفولةُ هُشِّمت أحلامها
ذبحَ البراءةَ والخيالَ ذئابُ
أكلتنيَ الدنيا وأكلت مهجتي
جسدي طعامٌ والدماءُ شرابُ
ناديتُ جثمانَ الطفولةِ في دمي
مهما صرختُ فلا يجيءُ جوابُ
كم من ذبيحٍ في مدافنِ مهجتي
يسقيه من دمعِ القلوبِ سحابُ
سلب الزمانُ شبيبتي و أمدَّني
شيبا كثلجِ القطبِ ليس يذابُ

العيون

إنَّ العيونَ تعرفُ المقاتلْ
الهُدْبُ سهمٌ والعينُ نابلْ
وجَّهْتُ قلبي قِبَلَ المنايا
القلبُ غرٌّ والحِبُّ خاتِلْ
رششتِ قلبي سُحُبَ البلايا
وددتُ أني قد مُطرتُ وابلْ

رويدكم

رويدكمْ يا معشر الحميرِ
لا تحسبوا الشِّعرَ من الشعيرِ

ديار الحزن

يا خيمةً بديار الحزنِ منصوبة
الأرضُ جمرٌ ونارُ السقفِ مشبوبة
أمام عيني من الأقدارِ ماثلةٌ
كمنظرِ الشيبِ في ألحاظِ محبوبة
ما كنتُ أعلمُ أنَّ الدهرَ يلعبُ بي
حتى رمت بي دواهيه بمنكوبة
إنَّ الكريمَ غريبٌ في منازلها
كراطنٍ بلسانِ الزنجِ والنوبة
لن يُفلتَ الدّهرُ قلبي من براثنه
حتى يُكَفِّرَفي تمزيقه حوبه

رحمة المولى

برحمة مولانا تسيلُ جلامدُ
بذكركَ ربِّي تعتلي بي قصائدُ
لقد برئت نفسي و زَمَّ شتاتها
يقيني بأنَّ الربَّ عدلٌ و واحدُ
فكيف يُهنَّا إذ أضاعكَ واجدُ
وكيف يُعزّى إذ أصابكَ فاقدُ
وأعلمُ أن الغوثَ منك يُمدُّني
بنصرٍ وإن حطَّت عليَّ شدائدُ
سُقِيتَ فؤادي من لآلئِ أدمعي
فيا لك قلباً غسَّلته فرائدُ

تواضع يا إنسان

ماذا أنا إلا الفناءُ
لِمْ تزدهيني الكبرياءُ
لو ذاقَ شخصي اليومَ حتفاً
لم تنكسف حزناً ذكاءُ
ربي إذا عدتُّ تراباً
فهل يطأطئني الحذاءُ
ربي إذا ماتت عيوني
فهل يداعبها الضياءُ
وهل ترومُ السمعَ أذْني
فيعودُ يطربها الغناءُ
وهل ينوشُ القلبَ همٌّ
لو لم يكن لي ما أشاءُ

الثورة صارت فوضى

قد قلتُ غيثاً سقى مصراً فأغرقها
حتى لأُحمِدَ وقتُ المَحْل والجدْبِ
قد كان ميدانُ التحريرِ يسعدني
فاليوم َصار قذىً للعين والقلبِ
أمجادُ هذي الورى صرحٌ تشيِّدهُ
مجدي مظاهرةٌ ذا أعجبُ العجبِ 
مهلا بني وطني عودوا مواقعَكم
ليس الصَّلاحُ يجيءُ الآنَ بالشَّغبِ 
مالي أرى مصرنا تغلي مراجلها
متى ستُطفأُ هذي النار يا ربي

من وحي الثورة السورية

أباحوا قتلنا والبغيَ شاؤا
كأن دماءَنا في الأرض ماءُ
عجبتُ من اللئامِ إذا تولّوا
تقتِّلُ في الكرامِ كما تشاءُ
فداءَ دوامِ سُلطتكم ذُبِحْنا
كأنا في الورى معْزٌ وشاءُ
أطلنا صبرنا والصبر سهمٌ
سيرميه قلوبكم القضاءُ
إذا نزلت صواعقنا عليكم
فليس تجنُّكم منّا سماءُ
إذا ما غيرنا لبسوا هوانا
فإنّ لباسَنا نحنُ الإباءُ
نقومُ مشمرين الى المنايا
لطعم الموت في فمنا حلاءُ
فقلْ للحاكمين على دمشقٍ
أتاكم فاغرا فاه الفناءُ
فليس يصدُّنا منكم عبيدٌ
وليس يردُّنا منكم إماءُ 
إذا زأر الأسودُ بيومِ روعٍ
فليس بنافعِ القططِ المواءُ
فيا اسماً على غير المسمّى
أما بعيونِ خسَّتكم حياءُ 
فيا  رُسْيا نصرتِ الوغدَ ظلماً
على أنيابكِ البيضِ الدّماءُ
عظامي صخرةٌ واللحمُ سمُّ
وليس لآكلي يبقى ذَماءُ
وكان الحقٌّ لو انصفتِ شعبا
عليلَ الرأسِِ ثورتُه الشفاءُ
نطقتُ فأعجب الأحرارَ قولي
طلبت اليومَ نصرهم فجاؤا 
فلن يبلى على الأيامِ عزمي
وليس يفتُّ في عضدي ابتلاءُ 
بكلِّ طهورِ قلبٍ لي الرَّجاءُ
إلى المولى بنصري والدُّعاءُ