الشيب

أهلاً بشيبٍ قد أراد وقاري
إنَّ الوقار في الحياة شعاري
أهلاً بنورٍ قد أضاء بمفرقي
أجلى ظلام غوايةٍ وعثارِ
شعرات شيبي أنت رسل منِـــيَّـــتي
أَ كرمْ رسولاً صادق الأخبارِ

أحمال سوداء

أيا الشاكي لماذا تندب الحظ التعيس المرْ
جثت أثقالك السوداء فاحملها صبورا جُرْ
===================
العمر يمضي والساعات تنسرب
عما قليل يزول الهم والكرب

لا يستوى الأعمى والبصير

إن البصيرَ ضياء النجم ينفعهُ
وليس ينفعُ ضوءُ الشمسِ عميانا
فعقلُ زيدٍ1 إلى الإله أرشدهُ
لم يَلْقَ رُسْلاً ولم يُهدوه قرآنا
أمَّا الوليدُ2 سَنَا القرآنِ أعجبهُ
لكنَّ قلباً كقاسي الصّخرِ ما لانا
وابنُ الوليدِ3 رمى الإسلامَ في أُحُدٍ
وعاد سيفاً حمى الإسلام غيرانا
فابذل جميلا لوجه الله محتسبا
وما تُرجِّي لغير الله شكرانا
أيا غريباً أتى الدنيا على سفرٍ
كنت النؤوم وكان الموت يقظانا
هدىء فؤادك إن الله راحمنا
رأيت كلّ فعال الله إحسانا
سر نحو ربك مسروراً بصحبته
إنّ الكريم سيجلو عنك أحزانا

---------------------------------------
१- زيد بن عمرو بن نفيل من الموحدين في الجاهلية قبل الإسلام( الحنفاء) وهو عم عمر بن الخطّاب رضي الله عنه
२- الوليد بن المغيرة تنسب إليه عبارات إعجاب بالقرآن (إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه ليعلو ولا يعلى عليه) ولكنه لم يسلم تعصبا واتهم النبي (ص)بالسحر
३- خالد بن الوليد بن المغيرة القائد العظيم وكان قد أفسد نصر المسلمين في أحد بالتفافه في المعركة خلف جبل الرماة وانتهازه فرصة نزولهم مما قلب سير المعركة لغير صالح المسلمين ثم أسلم فيما بعد ولقب بسيف الله المسلول وقاد انتصارات المسلمين في معارك مجيدة

حكمة

إن البصير يستفيد من نور شمعة صغيرة لكن ضوء الشمس العظيم لن يغني عن الأعمى شيئا

جفاء

غادرت ودِّي من جفاك كسيرا
قد كنت خلتك في الهوى إكسيرا
لو نال قلبي من حنانك رحمةً
لجعلته بين القلوب أميرا
لك في فؤادي لوعةٌ حرّاقةٌ
تتجاوز الألفاظ والتعبيرا
يا باخلا بالودِّ حرّقك الجوى
إرحم معنّىً في هواك أسيرا
جادت عيونك لي بأعذب نظرةٍ
وصرفت قلبك فاعطني التفسيرا
يا صاحب المقل التي نفذ الردى
منها فأهلك ناظرا غرّيرا
قد كان حذّرني رحيم بالتّقى
لكنني لم أسمع التحذيرا
قد صار حالي في هواك خطيرا
أوقدت منّي في حشاي سعيرا
يا ذا الرضاب العذب في ذاك اللمى
هيا اسقني غيث الشفاه نميرا
قد كنتَ دوما في هوايَ خريرا
وكنتُ دوما في هواك هديرا
لله درُّك كيفَ بخلك في الهوى
أغرى القلوب فعلّم التبذيرا

موهبة

إني وهبت كنوز الدرِّ فانتفعِ
ولو غنيت على جهلٍ بها فدعِ

بمناسبة عيد الحب (فالنتاين)

اليومُ يومُ الحبِّ فاكتئبِ
إني حرقتُ في الهوى كتبي
عيدٌ لشيءٍ لا وجود له
إلا خيال الوهم والكذب
من كان يمضي للردى جبراً
أحبّ أن ينساه باللعبِ
ما جمّعت إلا لتفرقةٍ
دنياك والإنسانُ في التعب
يامن هرقت للهوى دمعاً
أبقيتٌ دمعاً غيرَ منسكبِ
لو كان قلبٌ في الهوى لهباً
فإن قلبيَ غيرُ ملتهبِ
أولى بدمعٍ أنفسٌ زهقت
سالت دماها دونما سببِ
كلُّ الديار اليوم هادئةٌ
ما بال داركَ يا أخا العربِ

غربة

رميت بنفسي في دياجير غربة
و أدمى إهاب الروح سوط عذاب
ففارقت أهلا راحمين أصادقا
ليقضى ربيع العمر بين ذئاب
سكرت بخمر من شباب هنيهة
ولكن دهراً قد هراق شبابي
إذا كرهت عيني ابيضاض ذوائبي
فهل نفع الشيبان لون خضاب؟
أحيلت زهوري ذبّلاً بعد ريِّها
و أخفى شعاع الشمس جيشُ ضباب
أفدت بهذا العيش قشر ثمارهِ
فويل السنين الآخذات لبابي
إذا حاولت عيناي فك رموزها
طوى قارىء الموت السريع كتابي
ترابٌ تلبّست الحياة سويعة
وبعد قليل أغتدي لتراب
وما ذرفت دنيا لموتى دموعها
ولم يبك جفن الليل حرق شهاب

النفس الأثيمة

تعبت من نفسي الأثيمة
وطريق وحدتها الأليمة
أين الطريق المستقيمة؟
وإن بدت أين العزيمة؟
سئمت من هذي اللئيمة
تبيت بالخيـر عليــــمة
وتعيد سقطتها القديمة
فليتها تحيـــا كريمة

إنسان العصر

يا إنسان العصر
مالي أراك حزينا؟
تملك فوق الحصر
والفقر فيك كمينا
مالي أحسّك أعمى؟
رأيت فيك عيونا
أراك ظامئ روحٍ
فهل فقدت مَعِينا؟
متى ستولد يوماً؟
إني أراك جنينا
قدماك فوق القمر
عيناك في المجرة
مالي أحس روحك
حبيسةً بجرّة
ألو أتاها الموت
هل تصير حرّة؟

الفصيح والعيي

إذا وقفتَ للقوم خطيبا
فههت فما وعوا إلا سعالا
إذا وقفتُ للقوم خطيبا
وكان الطود منتبها لمالا